دار الكتب تحتفي بأنغام التاريخ في ندوة تجمع بين التراث والفن التشكيلي

  • 2025/11/10 : 2025/11/13
  • 02:00 م : 03:00 م
الفئة: احتفالية
فئة المستخدم: باحث - العاملين بالهيئة - زائر عام - طالب - طفل - كفيف
نبذة

احتفاءً بافتتاح المتحف المصري الكبير، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، نظّمت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت ندوةً ثقافية بعنوان "أنغام من قلب التاريخ"، يوم الاثنين 10 نوفمبر 2025، بقاعة علي مبارك بدار الكتب.

تفاصيل الحدث

احتفاءً بافتتاح المتحف المصري الكبير، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، نظّمت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت ندوةً ثقافية بعنوان "أنغام من قلب التاريخ"، يوم الاثنين 10 نوفمبر 2025، بقاعة علي مبارك بدار الكتب. شارك في الندوة الأستاذ الدكتور ميسرة عبد الله حسين، أستاذ الآثار والديانة المصرية القديمة بكلية الآثار – جامعة القاهرة، ونائب المدير التنفيذي لهيئة متحف الحضارة سابقًا، والأستاذ الدكتور طارق سيد توفيق، أستاذ الآثار المصرية القديمة ومدير المتحف المصري الكبير سابقًا، والفنانة مروة محيي، مدير متحف ومركز راتب صديق، بمشاركة مجموعة من الفنانين الشباب من ذوي الهمم في ورشة فنية مصاحبة. وأدارت الندوة الأستاذة رشا أحمد، مدير قاعة الموسيقى بدار الكتب والوثائق القومية. بدأت الفعاليات بعزف السلام الجمهوري، ثم ألقى الأستاذ الدكتور أسامة طلعت كلمته الافتتاحية مرحّبًا بالحضور والمتحدثين، ومؤكدًا أن هذه الندوة تأتي في إطار حرص دار الكتب والوثائق القومية على ربط التراث الفني بالموروث الحضاري المصري، وإبراز الدور العريق للموسيقى في تشكيل وجدان الإنسان المصري عبر العصور. أكد الدكتور ميسرة عبد الله حسين في كلمته خلال الندوة، أن دراسة الموسيقى المصرية القديمة ليست مجرد بحثٍ في الماضي، بل هي نافذة لفهم الهوية المصرية وامتدادها التاريخي والثقافي. وأوضح أن الموسيقى كانت جزءًا أصيلًا من حياة المصري القديم في شتى المجالات، سواء في الطقوس الدينية، أو الحياة اليومية، أو حتى في التعبير عن المشاعر الإنسانية. وأشار إلى أن المصريين القدماء تركوا لنا ثروة من المناظر والنقوش، تُظهر دقّة أدائهم الموسيقي وتنوّع آلاتهم، وأضاف قائلًا بإحساس عميق: "كلّما عرفنا تاريخنا أكثر، استطعنا أن نفهم حاضرنا، ونرسم مستقبلنا بوضوح. إحساسنا بالموسيقى القديمة، هو في جوهره إحساس بهويتنا، وذاتنا، وماضينا، ومستقبلنا." وأشار الدكتور ميسرة إلى أن الجدل الدائر حول انتماءات المصريين — سواء كانوا عربًا أم فراعنة — هو جدل لا طائل منه، لأن مصر، كما قال، بوتقة تفاعل حضاري انصهرت فيها ثقافات متعددة عبر العصور. ثم استعرض جانبًا من تاريخ علم الآثار في مصر، موضحًا أن جذوره تعود إلى رؤية وطنية مبكرة ظهرت في القرن التاسع عشر على يد علي باشا مبارك، الذي سعى إلى تأسيس علمٍ مصريٍّ أصيلٍ للآثار البصرية. وقال الدكتور ميسرة إن علي باشا مبارك أنشأ مدرسة “اللسان المصري” لتدريس علم الآثار للمصريين عام 1868م، لكن بعض الجهات الأجنبية رأت في ذلك خطرًا على احتكارها لهذا المجال، حتى إن أحدهم قال عبارته الشهيرة: "لو علم المصريون تاريخهم، لأخذوه منا." وأضاف أن الهوية البصرية المصرية ظلت تتعرض لمحاولات الطمس حتى منتصف القرن العشرين، مشيرًا إلى أن رموزًا وطنية مثل أحمد باشا كمال ورفاقه قد مهدوا الطريق لعودة الوعي الأثري والثقافي المصري، وهو ما يجب أن نفتخر به اليوم، ونحن نحتفي بالموسيقى التي شكّلت وجدان المصري القديم. ثم ألقى الأستاذ الدكتور طارق سيد توفيق كلمته، معربًا عن سعادته بالتواجد في دار الكتب والوثائق القومية، ومؤكدًا أن هذه المؤسسة تمثّل حارسًا للتراث المصري والهوية الثقافية. وأوضح أن الموسيقى كانت جزءًا أساسيًا من الحياة المصرية القديمة، إذ رافقت المصريين في منازلهم ومعابدهم وأعيادهم وحتى في طقوسهم الجنائزية، حيث كان الصوت والعزف رمزين للحياة والبعث بعد الموت. وأشار إلى أن المصريين القدماء لم يتركوا نوتاتٍ موسيقية مكتوبة، لكن النقوش الجدارية توضح أن الأداء الموسيقي كان منظمًا ومنسقًا بين العازفين والمنشدين. كما استعرض نماذج من مقابر الدولة الحديثة مثل مقبرة نخت، التي تكشف عن ثراءٍ وتنوّعٍ في الآلات الموسيقية الوترية والهوائية والإيقاعية. وتناول الدكتور طارق دور الموسيقى في الأعياد الدينية مثل عيد الأوبت، الذي كان يُقام بين معبدي الكرنك والأقصر، مشيرًا إلى أن الموسيقى والرقص كانا عنصرين أساسيين في الاحتفالات والمواكب، إذ شكّلا لغة البهجة والتواصل بين الإنسان والآلهة.